14.04.2020
بسبب وباء كورونا Kovid-19 العالمي الذي نعانيه في هذه الأيام وبمناسبة قرب شهر الرحمة رشهر رمضان المبارك فقد تم طرح أسئلة كثيرة على المجلس الأعلى للشؤون الدينية بخصوص شهر رمضان والصيام من قبل المواطنين، ولذلك رأينا من الأنسب أن نشارك مواطنينا الأمور بالخصوص التالية:
-
وفقًا لمبادئ ديننا الشريف، أن زمان ومكان وشروط كل عبادة قد تحدد بالوحي. وفُرض صيام كل مؤمن سليم/ صحيح في رمضان بأمرٍ من الله (البقرة ، 2 / 183-185). ولا يمكن تأجيل هذه العبادة بالكامل.
-
ووفقا للمعلومات الواردة من الخبراء المختصين، فإن صيام الأفراد الأصحاء لا يشكل خطرًا خاصًا لانتشار المرض. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد نتائج طبية قائمة على الأدلة تشير إلى أن الصوم يؤثر سلبيًّا على جهاز المناعة، بل على العكس فإن هناك منشورات علمية تفيد بأن الصوم له آثار إيجابية على جهاز المناعة.
-
لقد كلّف الإسلام الناس في تنفيذ الأوامر واجتناب النواهي بقدر وسعهم ومقدرتهم، ووضع الأحكام التيسيرية في الحالات التي تفوم طاقاتهم ووسعهم أو تسبب الضيق والحرج. وبناء على هذا المبدأ العام، تم منح بعض الرخص حسب شروط معينة لترك صيام شهر رمضان المفروض/الواجب إلى القضاء.
-
فقد سمح الله في القرآن الكريم فرصة قضاء صوم رمضان في وقت لاحق في حالة المرض، وهو أحد الأعذار الرئيسية التي تبيح الإفطار وعد الصيام في رمضان، (البقرة 2/185). فقد قام علماء الإسلام بتقييم هذه المسألة وإمكانية الإصابة بالمرض في حالة الصوم أو إطالة الصوم مدة البرء من المرض أو زيادة المرض بسبب الصوم. وعلى هذا:
-
الأشخاص الذين تم ثبت وجود وباء كورونا Kovid-19 لديهم ومنعوا من الصيام من قبل أطبائهم لوجود خطر عليهم.
-
الذين ذكر فيهم الأطباء بأنهم إذا صاموا سيعانون من المرض بشكل أكثر شدة
-
المسنون بدرجة أنهم لا يقدرون على الصيام
-
المصابون بأمراض مزمنةٍ تمنع الصيام
-
الذين يعملون في مجال الصحة إذا خافوا على صحتهم من التدهور في حالة الصيام وتعطل الخدمات الصحية. إن كان هناك مخاوف من تدهور صحتهم وتعطل الخدمات الصحية في حالة الصيام للذين يعملون في مجال الصحة.
-
النساء الحوامل أو المرضعات
-
الذين يعملون في عمل شاق ومتعب وثقيل ويخشون على صحتهم من التدهور، بامكانهم تأجيل الصيام وقضاؤه في أوقات لاحقة طالما استمرت أعذارهم. والذين لن يستطيعوا الصيام بسبب ظروفهم الصحية بأي شكل من الأشكال، يجب أن يدفعوا فدية للفقراء عن كل يوم لا يستطيعون فيه الصوم.
-
من المهم أن يتخذ المؤمنون هذا القرار بالتشاور مع الأطباء ويتجنبوا التقييمات المزاجية والكيفية دون أن يفقدوا وعي العبودية لله بإخلاص وصدق في أداء واجباتهم الدينية.
-
لابد من تجنب الاتصال والتلامس بالآخرين في إطار قاعدة التباعد الاجتماعي، وبناءً على ذلك ، يجب تجنب تنظيم وإعداد وجبات الإفطار مع الأقارب والجيران والأصدقاء.
-
اتباع شعبنا للقواعد التي وضعها المسؤولون الموظفون في حماية الصحة العامة، واجتناب المواقف والسلوكيات التي قد تعرض حياة أنفسهم والآخرين للخطر، واجب ديني كما أنه مسؤولية مَدَنِية.
-
وإذا أخذنا المشاكل الجديدة التي قد تنشأ خلال هذه الفترة الصعبة التي نمر بها بعين الاعتبار، فإن تقديم تبرعاتنا لإخواننا المحتاجين ومساعدتهم سوف يساهم في الحفاظ على وعينا وإبقاؤه نشطا بالتقاسم وبإدراك شهر رمضان وهو شهر الإنفاق و الدعم.
-
أداء صلاة التراويح وقراءة القرآن في منازلنا، والدعاء والاستغفار إلى ربنا مع أسرتنا سويا في هذه الأيام التي نشعر فيها بالحزن من الابتعاد عن المساجد سيكون وسيلة للاستفادة من معنوية شهر رمضان إلى أقصى حد.
نرجوا من الله عز وجل أن يكون شهر رمضان الذي سندركه وسيلة للتخلص من هذا المرض المعدي وأن يجلب الخير لشعبنا ولأمة محمد وللناس جميعا.